ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ...

حزب الجبهة الأردنية يصدر بيانا تعقيبا على الأحداث المتفاقمة بالشرق الأوسط

31-8-2013

اليكم نص البيان :

" إن ما تمر به المنطقة من أحداث خطيرة تتفاقم يوما بعد يوم ليس إلا نتاجا لحالة الوهن والضعف والتقسيم والتفتيت التي مورست على الأمة عقودا طويلة من الزمن أوصلتها إلى مرحلة التشظي والتطاحن ، بل والتدمير للذات التي باتت تهدد بدخول الأمة في نفق مظلم عميق قد تبقى فيه لمائة عام جديدة ، و من الواضح أن من يدفع بهذا الاتجاه هم أعداء الأمة و أعداء النهضة العربية وأعداء حالة اليقظة الذين لم يرضيهم تململ الشعوب من غفوتها و مطالبتها بحقوقها أو بعض حقوقها.

إننا و نحن نترقب الضربة الغربية لسوريا نبدو وكأننا مغيبين عن العوارض والنتائج التي يمكن أن تنتج عن تلك الضربة وتداعياتها ، و تبدو الأمة منقسمة و محبطة و غير مبالية بالأخطار العظيمة التي تحيق بها ، ولا يبدو أن النخب السياسية والمفكرة تدرك عمق نقطة الانكسار التي وصلنا إليها ، و خطورة المنعطف التاريخي الذي نمر به .

إننا و نحن نحذر اليوم في حزب الجبهة الأردنية الموحدة مما يجري في الإقليم والمنطقة العربية عامة لانفعل ذلك من بعد حزبي ، ولا لنسجل موقفا ولا لنزداد أنصارا ، ولا لنكسب قي برلمان او بلدية بل إننا نحذر لأننا نستشعر الخطر الهائل الداهم الذي يجتاح المنطقة كما نحذر من المخطط الصهيوني البالغ الخطورة الذي يجر الغرب جرا إلى المنطقة بحجج الكيماوي والنووي والإنساني و غير ذلك من المبررات والمسوغات التي تحشد لاحتلال المنطقة و تعميدها يهوديا حتى يتم إنهاء القضية الفلسطينية تماما و حتى يتم تهديد الأردن و إنهاء دوره الإقليمي بل والسياسي أيضا .

إن المسئولين والنخب التي ما تزال تغرق في تفاصيل الشأن المحلي بينما أطراف البيت تشتعل حولها النيران من كل صوب وكان الأصوب والأجدى من قادة العمل السياسي الحكومي والوطني أن يتمثلوا أبعاد الخطر الذي يحيق بالجميع و بالأردن من بينهم ، و نحن لا نقبل التطمينات التي تتردد كل يوم على ألسنة الحكومة والمسئولين فيها والذين يعيشون ليلهم ونهارهم بدراسة رفع سعر الخبز بينما قد نصبح على وضع نتلمس فيه رؤوسنا وقد نجدها أو لا نجدها على أكتافنا .

لم يعد الأمر يحتمل أن نتخوف من أن يتهمنا أحد بالتشاؤم فإذا لم نتشائم اليوم فعلينا أن نحذف هذه الكلمة من القاموس نهائيا ، و إن سوء الظن من حسن الفطن في السياسة على الأقل ، نحن لا ندخل في التفاصيل الصغيرة للمشهد السوري ولا نبتعد عن كل مواقفنا المعلنة بأننا مع الشعب السوري ومع كل الشعوب العربية التي تطالب بالحرية والديمقراطية والكرامة والعيش الرغيد فهذه حقوق طبيعية للفرد في دولته و هي حقوق منتقصة أو مسلوبة تماما في كل تضاريس العالم العربي السياسية ، و لكننا اليوم نحذر من حالة المد الفوضوي الذي قد تجره أي ضربة لسوريا ، و حالة الاضطراب السياسي و تمدد الحركات المسلحة الطيبة والشريرة الجهادية والقومية والوطنية و المرتزقة أيضا ، نحن نحذر من ساعة قد نصل إليها ولا يكون بإمكان أحد السيطرة على الوضع ، و ما وضع العراق و أفغانستان عنا ببعيد و رغم التواجد الأمريكي و جيوشه وطائراته و أحد عشر سنة من الملاحقة إلا أن العراق تلاشت عن الخريطة السياسة كدولة موحدة وأفغانستان ليست أفضل حالا منها قبل الاحتلال الأمريكي .

إننا مع كل الإجراءات التي تقوم بها الدولة الأردنية لحماية الوطن ولكننا لسنا مع الهلامية و التسيب الذي تتعامل بهما الحكومة مع الحدث على الصعيد الإعلامي والسياسي والعملياتي ، هل كان هناك برنامج واحد في الإعلام الرسمي ماذا على الشعب أن يفعل إذا ما ساءت الأمور ، هل أخذنا ضمانة من أننا لن نضرب ولن نصاب بأذى وأن إسرائيل لن تطير فوق أجوائنا و تستعملنا كممر لضرب آخرين ، هل أخذنا بأي نصيب من المدنية و الخلق السياسي الرفيع بأن نصارح الناس أم أننا نغمض عيوننا و نسلم أمرنا لغيرنا و نقبل بمبدأ " ما بصيبك غير اللي مقدر عليك " السؤال موجه للحكومة و رئيسها إذا كان لديهم جواب.

مرة أخرى بعيدا عن كل أشكال المناكفة السياسية فالوقت ليس وقف مناكفة ، ما يحصل خطير و قد يكون له ارتدادات سلبية جدا تغير أشياء كثيرة من بينها الجغرافيا السياسية حولنا و بنا ، و لا يكفي أن ندفن رؤوسنا في الرمال ، و في النهاية فإن موقفنا الواضح الصريح أننا ندين كل أشكال التدخل الخارجي العسكري في الشأن السوري أو أي شأن عربي أخر و ندين كل محاولة من أي طرف أو دولة ايا كانت للوقوف مع ذلك العمل الخارجي العسكري