ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ... ترقبوا قناة الحزب الجديدة ...

الامير راشد الخزاعي

الأمير الشيخ راشد الخزاعي (1850 – 1957)، هو أمير عربي أردني وزعيم ثوري  يعتبر من حماة حرية الأديان ومؤسس أولي لمبدأ حوار الحضارات وأيضاً للعديد من الحركات القومية في العالمين العربي والإسلامي  ولد وتوفي في جبل عجلون مدينة كفرنجة وهو سليل شيوخ وأمراء وجاءت إمارة راشد الخزاعي بالأصل والحسب كابراً عن كابر حيث ينتمي إلى بني عوف امراء عجلون من زمن صلاح الدين الأيوبي وهم من قضاعة الأردن والتي كانت من أقوى قبائل الأردن وظهر منها الملوك الأردنيون الضجاعمة الذين حكموا الأردن قبل الغساسنة وكانت جرش عاصمة مملكتهم الأردنية، لذا ورث الأمير راشد الخزاعي المجد عبر جينات الدم الممزوج بجينات تراب الأردن منذ زمن الوثنية إلى يومنا هذا، وقد حكم الأمير راشد الخزاعي منطقة الأردن وأجزاء من فلسطين حتى مدينة نابلس غرباً وذلك قبل قدوم عائلة الشريف حسين بن علي الهاشمي للأردن في تلك الحقبة وقد عُرف عن الأمير راشد الخزاعي معارضته وثورته علناً ضد النظام الملكي الأردني منذ قدوم عائلة الشريف حسين بن علي الهاشمي والملك عبد الله الأول بن حسين إلى إمارة شرق الأردن، كما وقف الأمير راشد الخزاعي بوضوح وبقوة مع جهود الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود في توحيد الجزيرة العربية تحت إسم المملكة العربية السعودية وتنظيفها من الزوائد الدودية الملوثة العميلة للاستعمار والصهيونية والماسونية . ينحدر الأمير راشد الخزاعي من قبيلة الفريحات التي حكمت منطقة واسعة من بلاد الشام بما فيها بعض أجزاء من فلسطين و كافة منطقة الأردن خلال فترة الحكم العثماني 

محتويات :
1 نبذة عامة
2 حماية الطوائف والأديان
3 حكومة عجلون [37]
4 دور الأمير الشيخ راشد الخزاعي في ثورة القسام في فلسطين عام 1935 م
5 مدى تأثير الأمير راشد الخزاعي في القضية الفلسطينية من الناحية السياسية والثورية
6 ثورة عجلون عام 1937 م ومقاومة الأمير راشد الخزاعي للانتداب البريطاني
7 علاقات الأمير راشد الخزاعي بالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود
8 البعد القومي للأمير راشد الخزاعي وثورته في عام 1937 م
9 نتائج نضال الأمير راشد الخزاعي
10 إصدارات ومقالات دولية ودواوين شعرية في ذكرى الأمير راشد الخزاعي
11 وفاته
12 بصمات ومآثر عربية


نبذة عامة
هو الأمير الشيخ راشد ابن الأمير الخزاعي بن درغام بن فياض بن مصطفى بن سليم من أمراء ومشايخ قبيلة الفريحات، تلك القبيلة الضاربة في العراقة في منطقة بلاد الشام. خرج هذا الأمير العربي إلى فضاء هذه الدنيا يحمل إرثا عشائريا وقياديا ضخما توارثه عن أجداده من أمراء قبيلة الفريحات الذين حكموا تلك المنطقة لمئات السنين إبان فترة الحكم العثماني لمنطقة بلاد الشام الأمر الذي جعله يحتل مكانة مميزة وأصبح من أهم شيوخ جبل عجلون الذي حكم منطقة إمارة شرق الأردن خلال فترة الحكم العثماني.

كان الأمير راشد الخزاعي زعيم سياسي مناظل ضد الاستعمار وعلماً في التاريخ السياسي العربي والإسلامي ، اشتهر بمناهضته للانتداب البريطاني في بلاد الشام ودعمه للثورةالفلسطينية والليبية في بدايات القرن الحالي، وقد قاد الأمير راشد الخزاعي مباشرة حملة دعم ومناصرة لثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين عام 1935 م و 19366 م كما لبى نداء الثورة حين أطلقه عز الدين القسام، وفي هذا الجانب لابد من الإشارة إلى أن الأمير راشد الخزاعي كان الأمير الوحيد من بين العرب والوحيد أيضاً في كل عواصم العرب الذي وقف إلى جانب الشيخ عز الدين القسام في ثورته والذي لجأ مرة إلى جبال عجلون مع عدد من الثوار، وكانوا في حماية الأمير راشد بن خزاعي الفريحات، الذي أمدّهم بكل ما يلزم ويقدر عليه، وتمّت محاصرة الأمير راشد الخزاعي بشتى الوسائل في الأردن وتحمل الأمير راشد الخزاعي الكثير من العناء فى سبيل توفير الحماية للثوار الفلسطينيين وحث قبيلته على القتال، وقام عبد الله الأول بن الحسين والإنتداب البريطاني على شرق الأردن بملاحقته وقصف منطقته وقتل العديد من أنصاره، ونتيجة لذلك غادر الأمير راشد الخزاعي إلى السعودية ، وجراء ذلك انطلقت ثورة جبل عجلون في الأردن عام 1937 م.
عاصر الأمير راشد الخزاعي تأسيس الإمارة على يد الملك عبد الله الأول (1882-1951) وحتى السنوات الأولى للملك الحسين بن طلال (1935-1999). كما شهد الأمير الخزاعي أيضاً أحداث انتقال العرش إلى الملك طلال عام 1952 عقب اغتيال الملك المؤسس كان في أواخر أيامه حيث توفي عام 1957م.
كان الأمير راشد الخزاعي عضوا في العديد من الحركات القومية ومنها حركة القوميين العرب وحزب الشعب الأردني الذي تشكل عام 1927م، وقد قاد الخزاعي مظاهرة إربد التي شارك بها أشخاص من مختلف أنحاء الأردن للاحتجاج على إعدام الإنكليز فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد خليل جمجوم في سجن عكا إثر ثورة البراق عام 1930م، كما شارك الخزاعي في المؤتمر الإسلامي في القدس، فضلا عن مشاركته في مؤتمر بلودان الذي دعا إلى استعادة وحدة سوريا الطبيعية (بلاد الشام) والذي ترأسه رئيس وزراء العراق حينها ناجي السويدي.
تزعم الأمير راشد الخزاعي حزب اللجنة التنفيذية كما ترأس المؤتمر الوطني الأردني للحركة الوطنية الأردنية الذي انعقد في 6 آب عام 1933 م حيث تعرض لمحاولة اغتيال بعد انتهاء اعمال المؤتمر.
حماية الطوائف والاديان
كان للأمير راشد الخزاعي دور في كثير من الأحداث الإقليمية، فعندما اندلعت الفتنة الطائفية في لبنان ومحيطها أواخر العهد العثماني قام الأمير راشد الخزاعي بمشاركة الأمير عبد القادر الجزائري باخماد تبعات نار تلك الفتنة حيث أعلن الأمير الشيخ راشد الخزاعي من بلاد الشام بأن كل من يقوم بالتعرض أو الاعتداء على أي مسيحي أو كتابي فإن ذلك سيعتبر اعتداء على شخصه وقبيلته وعلى كل العشائر الخاضعة لحكمه وسيكون هناك جزاء ذلك عقاب بالمثل دون تهاون وتخاذل ولقد احتضن الأمير راشد الخزاعي في منطقة حكمه أبناء الطائفة المسيحية من كافة أرجاء بلاد الشام وعمل على حمايتهم من أي تنكيل أو قتل داعيا للتعايش السلمي بين الأديان ولاحترام جميع العقائد مما ساهم بشكل مباشر في اخماد نار الفتنة التي بدأت شرارتها في لبنان واستشرت في بلاد الشام ابتداءً من بيروت وجبل لبنان حتى أن بعض المسيحيين في تلك الاصقاع هاجروا إلى جبل عجلون طلبا للحماية من الأمير راشد الخزاعي، ولقد لقيت هذه اللفتة الكريمة التاريخية ذلك الصدى الواسع بين كافة الطوائف المسيحية في جميع بلاد الشام ونال على أثرها الأمير راشد الخزاعي وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في عام 1887 م وهو أعلى وسام يمنحه الحبر الأعظم بابا الفاتيكان في روما للمطارنة والكاردينالات وقد منح للمرة الوحيدة في التاريخ للأمير راشد الخزاعي وهو مسلم الديانة وذلك تقديراً للدور التاريخي الذي قام به الأمير راشد الخزاعي في حماية الأديان وإرساء مبادىء حوار الحضارات ولجهوده ونضاله في حماية مسيحيي المشرق العربي والدفاع عنهم وايوائهم ، وفي الحقيقة هناك دعوة أردنية من الفعاليات على ضرورة تذكير قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول بالأمير راشد الخزاعي خلال زيارته للأردن في الرابع والعشرين من شهر أيار عام 2014م. فكان أول من حصل عليه من الوطن العربي قاطبة.
ميز الأمير راشد الخزاعي بمكانة مرموقة بين زعماء وقادة المنطقة، فقد لعب دورا سياسيا واضحا، حيث بادر بتأسيس حكومة عجلون، في أعقاب سقوط الحكومة العربية في دمشق، بعد معركة ميسلون، لملء الفراغ السياسي في شرق الأردن، عام 1920 م، ولعبت هذه الحكومة التي تزعمها الخزاعي، دورا في حفظ النظام، وإدارة شؤون الناس وأحوالهم وعندما قدم الأمير عبد الله بن الحسين إلى عمان عام 1921 م وعمل على تأسيس إمارة شرق الأردن، انضوت هذه الحكومة تحت سلطة الحكومة المركزية في عمان، وقد عاضد الشيخ راشد الخزاعي جهود التأسيس، التي لم تكن سهلة، وعرف بدعمه المتواصل للثورة الفلسطينية، التي اندلعت عام 1935 م و1936 م، وأمد الثورة بالمال والرجال، ووفر الحماية للمناضلين.
دعم الأمير راشد الخزاعي حركات التحرر العربية ضد الاستعمار الفرنسي أيضاً ومنها الثورة السورية بشكل خاص إذ استقبل في كفرنجة مئات المناضلين السوريين الذين نزحوا من سورية اعتبارا من 25 تموز عام 1920 وقدم لهم الأمير راشد الخزاعي بدعم من جميع عشائر المنطقة كل ما يلزمهم لمواصلة نضالاتهم، وباتت منطقة كفرنجة مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي من المحطات الرئيسية لأعضاء حزب الاستقلال، في حين كان قادة الثورة السورية يعدون للثورة من منزل الأمير راشد الخزاعي والذي انطلقت منه الرسائل والاتصالات إلى معظم المجاهدين السوريين، كما كانت للأمير راشد الخزاعي علاقات مميزة وتعاون وثيق مع الأمير سلطان باشا الأطرش وزعامات جبل لبنان عامة إضافة لدعمه المنقطع النظير للثورة الليبية ضد الاستعمار الإيطالي.
تجدر الإشارة إلى أن حكومة عجلون التي تشكلت في بدايات ما كان يسمى بإمارة شرق الأردن في عام 1920 م كانت من الحكومات المميزة وغير المسبوقة برغم ما فرض عليها من تعتيم وتغيير وتسييس لتاريخها بسبب دورها النضالي والقومي على الصعيدين العربي والإسلامي، فحكومة عجلون والمذكورة في كتب التاريخ الأردني بأنها تشكلت في عام 1920 م تزعمها وشكلها الأمير راشد بن خزاعي الفريحات - شيخ مشايخ وسنجق جبل عجلون كما كان يسمى والذي كان معتمداً من قبل السلطان العثماني قبل تشكيل تلك الحكومة في عام 1920 م وقد عين الأمير الخزاعي في ذلك الوقت السيد علي نيازي التل كقائم مقام لتلك الحكومة أي (حكومة عجلون)، وتجدر الإشارة والتنويه هنا إلى أن الأمير راشد الخزاعي كما كان مدوناً لدى العثمانيين كان ممثلا كسنجق دائم وأميراً لحاكمية جبل عجلون إبان الحكم العثماني إذ أنه في بداية الحكم العثماني للمنطقة تم تشكيل سنجقية عجلون في سنة 1517 م، وقد شملت حدودها كافة أراضي الأردن الحالي.
دور الأمير الشيخ راشد الخزاعي في ثورة القسام في فلسطين عام 1935 م.

الأمير الشيخ راشد الخزاعي، وحده من أجاب نداء القسام.
 لا أحد في الوطن العربي والعالم الإسلامي يجهل عملاق الجهاد في فلسطين الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام، الذي ترك بلدته في الشمال السوري جبلة متوجها إلى أرض الرباط الدائم في فلسطين، والتي ارتبطت عضويا بوحدة جغرافية واحدة ضمن سوريا (بلاد الشام) والتي وحدها الله وقسمها سايكس وبيكو. وفر الأمير الشيخ راشد الخزاعي الفريحات الدعم للقسام.
الشيخ القسام حاول استجرار العون ممن كان حوله من أجل وقف حملات الاستيطان ولكن دون جدوى فقد كانت طبول الاستعمار هي من حكمت بلادنا في تلك الفترات إلى جانب الانتداب البريطاني والذي أراد تسليم أرض فلسطين مفروشة إلى دعاة الكيان الصهيوني، وحينها نهض فارس الفريحات وأميرها وشيخ عجلون ورجلها وأمد القسام ورجاله بالمال والسلاح والمأمن، واستقبلت جرود عجلون الثوار وكانت مع أهلها فراشا وغطاء لبذور الثورة في أرض فلسطين فكان الأمير راشد بن خزاعي الفريحات الأمير الوحيد من العرب الذي وقف إلى جانب عز الدين القسام والذي لجأ مرة إلى جبال عجلون مع عدد من الثوار، وكانوا في حماية الأمير راشد بن خزاعي الفريحات، الذي أمدّهم بكل ما يلزم ويقدر عليه، وقد استمر الأمير راشد الخزاعي بدعم القسام ومعارضة الملك عبد الله الأولوالانتداب البريطاني إلى أن تمّت محاصرته، حيث غادر إلى السعودية، وجراء ذلك انطلقت ثورة جبل عجلون عام 1937 م ضد الملك عبد الله الأول ونظامه الملكي في الأردن تلك الثورة التي جاءت بقيادة الأمير راشد الخزاعي وثواره وأتباعه ومناصريه والتي إتخذت بُعداً قومياً واضحاً.
لا بد من التوضيح بإسهاب بأنه لم يكن جهاد الأمير راشد الخزاعي فقط من اجل دعم ومساندة ثورة الشيخ القسام وإنما كانت حياته سلسلة من تاريخ طويل لجهاده امتدت فيها أياديه البيضاء إلى مد يد العون للثورة في ليبيا، ولقد عاش الشيخ المجاهد راشد الخزاعي من أجل فلسطين ووحدة بلاد الشام لأكثر من مائة عام وأضحى علما من أعلام المقاومة.
لقد أنشأ الشيخ عز الدين القسام وحدات تنظيمية متعددة ومتخصصة من أجل دعم جهود المقاومة، ولم يكن يفصل في عمله بين الدين والسياسة، كما تعلم في الأزهر أن السياسة من أمور الدين، لذلك كان خلافه مع العلماء الذين حاولوا حصر الدين في الأمور العبادية، وهذا أمر تفسره اتصالاته السياسية مع الأمير راشد بن خزاعي الفريحات من شرق الأردن والملك فيصل في سورية وأمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر.
مدى تأثير الأمير راشد الخزاعي في القضية الفلسطينية من الناحية السياسية والثورية.

قبيل تشكيل إمارة شرق الأردن وقبل ظهور الحكومات المحلية والتي جاءت منها حكومة عجلون في عام 1920 كان حكم الأمير راشد الخزاعي قائماً أيام العثمانيين، وقد امتدت ولاية حكمه وأفراد قبيلته "عشيرة الفريحات" أيام الحكم العثماني لتشمل مناطق واسعة ابتداء من سهول حوران ودرعا إلى إربد، وعجلون، وجرش، وحتى مدينة نابلس غربا، هذا وقد عرف الأمير راشد الخزاعي بدعمه المباشر للثورة الفلسطينية حيث كان يوفر الحماية المباشرة للثوار الفلسطينيين وزعاماتهم في جبال عجلون الحصينة ويمدهم بالمؤن والسلاح عن طريق منطقة تسمى مخاضة كريمة قرب عجلون فضلاً عن لقاءاته المباشرة مع الشيخ المجاهد عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني وقيادات فلسطين وزعماء آل جرار وآل عبد الهادي وتموليه المباشر للسلاح والأموال اللازمة للثوار الفلسطينيين عبر الوسطاء الذين كانت مهمتهم إرسال معونات الأمير راشد الخزاعي للثورة الفلسطينية مباشرة، بالإضافة لقيام الأمير راشد الخزاعي بزيارات متعددة لفلسطين هذه الزيارات التي كان يرافقه بها مناضلون أردنيون أرسلهم الأمير راشد للقتال في فلسطين وتحت إمرة الثورة الفلسطينية مباشرة كما أستقدم الأمير راشد الخزاعي مناضلين فلسطينيين عدة مطاردين من اليهود والانتداب البريطاني واخفاهم في الأردن وعند كثير من العشائر الأردنية.إن الدعم المباشر من الأمير راشد الخزاعي لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام في فلسطين استدعى منه ومن معظم العشائر الأردنية الوطنية الموالية له مواجهة مباشرة مع النظام الأردني وخاصة مع الملك عبد الله الأول والانتداب البريطاني والذي حاول تصفية الأمير الخزاعي بقصف مواقعه وقتل كثير من الثوار الأردنيين الموالين للخزاعي في ذلك الوقت مما اضطره بعدها إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى السعودية.
ثورة عجلون عام 1937 م ومقاومة الأمير راشد الخزاعي للانتداب البريطاني.
كنتيجة مباشرة وبشكل خاص لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام وتحت سياسة الضغط والإرهاق من قبل الانتداب البريطاني وأعوانه في إمارة شرق الأردن في ذلك الوقت فقد إضطر الأمير راشد الخزاعي ومجموعة من رفاقه من مشايخ وزعامات الأردن عام 1937 م إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى الأراضي الحجازية [13][14][55] حيث عاش الأمير راشد الخزاعي لعدة سنوات في ضيافة الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في فترة عصيبة من التاريخ السياسي الأردني واللافت للنظر أنه ومن خلال وجوده في الأراضي الحجازية استمر الأمير في قيادة وتوجيه أتباعه القوميون العرب والموالين لفكره النضالي برغم صعوبة الاتصال في ذلك الوقت وعلى فور انتشار خبر لجوءالأمير راشد الخزاعي إلى الديار السعودية انطلقت عدة ثورات شعبية في الأردن سميت ب "ثورة عجلون" تشكلت من مجموعة من الثائرين الموالين للزعيم الأمير راشد الخزاعي وقاموا بتفجير خط البترول (أنابيب النفط) القادمة من العراق مروراً بالأراضي الأردنية لفلسطين والذي كان تابعا للانتداب البريطاني في ذلك الوقت وقد اعتمد الثائرون الأردنيون في ثورتهم تلك على أسلوب حرب العصابات كوسيلة ضغط على الانتداب البريطاني وأعوانه للقبول بعودة الأمير راشد الخزاعي ورفاقه للأراضي الأردنية وبالفعل تمت العودة بعد عدة سنوات نتيجة مطالبة معظم العشائر والمشايخ الأردنية بها وقد تدخلت العديد من الزعامات والقوى العشائرية الأردنية التي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأمير المناضل راشد الخزاعي أمثال الشيخ الراحل مثقال باشا الفايز زعيم عشائر بني صخر والشيخ حديثة الخريشا من مشايخ بني صخر والمعروف بمواقفه الداعمة للثورة الفلسطينية والمساندة للأمير راشد الخزاعي، وقد كان إستقبال الأمير راشد الخزاعي ورفاقه حين قدومهم من الحجاز إستقبالاً قومياً مهيباً شارك فيه جميع الأردنيون بالإضافة للقوميين والثوار العرب وكانت تلك اللحظة نقطة تحول في التاريخ السياسي الأردني.

كانت للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود علاقات وطيدة مع الأمير الشيخ راشد الخزاعي (1850 م-1957 م) من قبيلة الفريحات العريقة الجذور والتي كان لها الحكم في شرق الأردن قبل قدوم عائلة الشريف حسين للأردن في تلك الحقبة وكان يتزعمها في ذلك الوقت الأمير راشد الخزاعي أمير سنجقية (إمارة) عجلون التي كانت تضم كافة أراضي الأردن الحالي بالإضافة لأجزاء من فلسطين وتجدر الإشارة إلى أن السلطان العثماني قد استحدث إمارة (سنجقية) عجلون عبر مئات السنين ومنذ عام 1517 م لإدارة تلك المنطقة من بلاد الشام وعهد بتلك السنجقية لقبيلة الفريحات لما لهذه القبيلة من امتداد وسطوة وبأس في تلك الفترة من الزمن، وقد دعم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الأمير راشد الخزاعي دعما مباشرا وقويا من خلال احتضانه ومنحه الحماية لأسرته وأتباعه الشيوخ واستضافته لعدة سنوات منذ عام 1937 م وذلك كأثر مباشر بسبب إمداد وعون الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود للأمير الراحل راشد الخزاعي الذي قام بدوره بالدعم المباشر لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام في فلسطين عام 19355 م، كما دعم الأمير راشد الخزاعي بوضوح وبقوة جهود الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في توحيد الجزيرة العربية والتي كانت قد توحدت حديثاً في تلك الفترة نتيجة لتلك الجهود الإعجازية.

البعد القومي للأمير راشد الخزاعي وثورته في عام 1937 م.

إتخذت ثورة الأمير راشد الخزاعي في عام 1937 م بُعداً قومياً واضحاً وكانت تلك الثورة تعبيرا عن هموم من هم "شرقي الشريعة - نهر الأردن" وارتباطهم التاريخي والقومي والوحدوي في الدم والقرابة والمصاهرة والتحالف والتداخل مع من هم "غربي الشريعة" وهم الشعب الفلسطيني حيث كان يواجه أولى تدابير المؤامرة على ارضه الأمر الذي دفع بالمناضل الأمير راشد الخزاعي مع مجموعة من رجالاته وأسرته إلى طلب اللجوء السياسي عند الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ملك السعودية .
إن فكرة المؤتمر الوطني الأردني وتأسيسه وخروجه إلى النور كانت من قبل الأمير راشد بن خزاعي الفريحات رحمة الله وتم إخفاء وتزوير هذه الحقيقة في التاريخ الأردني المكتوب رسميا والذي يخفي كل تاريخ هذا الأمير الأردني الثائر، كما وتم عقد المؤتمر الوطني الأول عام 1928 م بزعامة الأمير راشد الخزاعي  بهدف رفض إعطاء فلسطين لليهود ومقاومة الخونة في شرق الأردن وفلسطين والعالم العربي ومقاومة القيادات العربية التي باعت فلسطين بكل الوسائل حيث قام الأمير راشد الخزاعي بفضح ومحاربة وتصفية عملاء وسماسرة الوكالة اليهودية في شرق الأردن والذين قاموا للأسف ببيع أراضي أردنية في ذلك الوقت لحساب الوكالة اليهودية وهذا مثبوت رسميا برغم اخفائه .
من المقولات المأثورة للأمير الراحل راشد الخزاعي: نحتج بكل قوانا على أقل تقسيم يمس البلاد العربية ونحن متهيئون للدفاع عنها.
نتائج نضال الأمير راشد الخزاعي

زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 1989 للشيخ حسان راشد الخزاعي في منزله في عمان وهو أحد أبناء الأمير راشد الخزاعي
كان لمواقف الأمير الشيخ راشد الخزاعي وتحركاته السياسية والنظالية، ومشاركته في المؤتمر الوطني الأردني العام، ودعمه للثوار ثمن لم يتوان عن دفعه، حيث بلغت الحكومة الأردنية في ذلك الوقت معلومات بأن هنالك اتصالات وعلاقة بين الأمير راشد الخزاعي والثورة في فلسطين، فاعتقل مع كل من سالم الهنداوي وأحمد الروسان وتم نفيهم إلى العقبة ولجأ الأمير راشد الخزاعي منها للسعودية وقد غادر البلاد لفترة من الزمن، وأقام في الحجاز حتى تمكن من العودة، واستقبل بحفاوة صادقة لدى عودته إلى بلدته كفرنجة، التي أقام فيها حتى وافته المنية فيها، وكان ذلك عام 1957 م، بعد حياة حافلة بما يستحق الاعتزاز والفخر.
تم تغييب كبير وإخفاء كثير من المعلومات الخاصة بتاريخ الأمير راشد الخزاعي وقبيلة الفريحات ودورها المحوري الذي كان في التاريخ السياسي الأردني القديم بسبب التاريخ العريق لهذا الأمير ومواقفه الجريئة والنضالية وضرباته الموجعة والموجهة ضد الاستعمار والانتداب البريطاني في بلاد الشام بالإضافة لمعارضته السياسية العلنية إبان إنشاء إمارة شرق الأردن ودوره الحيوي الرئيسي في دعم الثورة الفلسطينية ومحاربة الصهيونية وخاصة فيما يتعلق بفضحه ومحاربته لعمليات بيع الأراضي لعملاء الوكالة اليهودية في شرق الأردن، وترتب على ذلك محاربة النظام الأردني بشراسة لتاريخ هذا الأمير وعائلته بشتى الوسائل والطرق وتغييب سلالته واحفاده بشكل واضح عن تسلم أي موقع أو منصب رسمي في المملكة الأردنية الهاشمية دونا عن باقي الزعامات الأردنية وذلك كمحاولة لطمس وإخفاء كل ما يتعلق بتاريخ هذا الأمير وعائلته وأحفاده ودورها النظالي في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وللأسف فقد تنكر الكثير من الأردنيون المزاودين والمنتفعين من الأنظمة الإمبريالية والعميلة للاستعمار لتاريخ هذا الأمير والمجاهد العربي والإسلامي.
إصدارات ومقالات دولية ودواوين شعرية في ذكرى الأمير راشد الخزاعي.
الأردني يتسول والملك يتجوّل
، بقلم الكاتب والمفكر العربي يزيد الراشد الخزاعي ويعتبر من الزعماء المؤسسين للمعارضة الأردنية الخارجية وهو حفيد مباشر للأمير الراحل راشد الخزاعي وقد مُنعت معظم دراساته وتحليلاته ومقالاته السياسية والإقتصادية من النشر في الأردن ومنها هذه الدراسة وقد نُشرت في كل من لندن و الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 28/11/2013.

ديوان الرُباعيات الراشدية، للشاعر محمود عبده فريحات ب عمان عام 1430 هـ - 2009 م وهو ديوان شعر منشور بالعربية الفصحى، وقد استهل الشاعر مطلع ديوانه بأبيات جاء فيها:
كيف بطن القبر يتّسع لذلك الرجل؟
لذلك الجبل؟
والحق الحق: كم قبورٍ تطهّر الأرض طهراً؛
وبيوتٍ تلطّخ الظهر عارا،
أراشدُ لو نسيتُ ربيع عمري،
فلن أنساك يا فخر الرجال..
محاولات تغييب تاريخ الأمير الأردني راشد الخزاعي رحمه الله و دوره المشرف في تاريخ النضال الفلسطيني و قضايا الأمة العربية، عنوان مدونة إيلاف التي نشرها المؤرخ عبدالسلام زيان بتاريخ 25/02/2009.
وفاته:
توفي في كفرنجة في عجلون مسقط رأسه عام 1957 م بعد حياة عاصفة اختفت فيها فصول كثيرة من حياة هذا الأمير الأردني العربي وذلك بفعل المحاولات المتعمدة الكثيرة من قبل النظام الملكي والحكومة الأردنية وبعض الزعامات الحديثة العهد التي خلقت في الأردن من قبل الإستعمار في محاولة لطمس تاريخ الأمير راشد الخزاعي.
لقد رحل الأمير راشد الخزاعي بعد حياة حافلة بالكرامة والإباء والشمم، حيث عاش محارباً مجاهداً مدافعاً عن وطنه وقضيته وهويته وعقيدته الوطنية ولم يخشى في الحق لومة لائم، كان عربياً أردنياً مسلماً ابياً عصياً، وقد رحل ودخل القبر لكنه دخل التاريخ من أوسع ابوابه .
بصمات ومآثر عربية:
الأمير الشيخ راشد الخزاعي له بصمات ومآثر لن تمحى من الذاكرة العربية والإسلامية وهو رمز للنظال والكفاح في الأمة العربية والإسلامية، غادر الدنيا محارباً مجاهداً ما توانى يوما عن المبادئ ولم يخشى في الحق لومة لائم، كان عربيا بدون حدود وآمن بفلسطين وطنا للصمود، لم تنصفه الدنيا التي عاش ظلم تاريخها، رحل الأمير راشد الخزاعي في طريق الثائرين وبقي خالدا أبداً في عيون الفلسطينيين كالشيخ المجاهد عز الدين القسام والشيخ المجاهد عمر المختار في ليبيا حيث لم يكن جهاد الأمير راشد الخزاعي فقط من اجل دعم ومساندة ثورة الشيخ القسام وإنما كانت حياته سلسلة من تاريخ طويل لجهاده امتدت فيها أياديه البيضاء إلى مد يد العون للثورة في ليبيا، بل وانه كان وفي أعقاب الفتنة بين المسيحيين والمسلمين والتي كان من أهم أسبابها التدخل الفرنسي في جبل لبنان، فكان من أكبر المدافعين والمحامين عن المسيحيين في بلاد الشام وله في ذلك أياد بيضاء، وهو أول أمير أردني في الوطن العربي قاطبة حصل على وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في روما عام 1887 م لقيامه باجارة وحماية المسيحيين في ذلك الوقت وهو تاريخ يعرفه المسيحيون في جنوب بلاد الشام ويقدرونه ومعه يذكرون محاسن الشيخ الذي حاول أذناب من بقي من الاستعمار أن يمسحوه فلا يبقى هناك من منافس على التاريخ الوطني المشرف لأبناء الأردن ومساهمتهم في مسيرات الجهاد الطويلة ومناهضة الاحتلال بكل أصنافه